هازيج محبة وفنون تحيي « روح الاتحاد »

أهازيج محبة للوطن، وفنون شعبية، ومأكولات تراثية، وأغنيات قديمة تعود بذاكرة الزمن إلى ما قبل 40 عاماً، وتحديداً عند قيام اتحاد الإمارات في الثاني من ديسمبر عام ،1971 زينت منطقة التراث في الشارقة، خلال احتفالية إدارة التراث التابعة لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة باليوم الوطني الـ،40 وشهدت الفعالية التي أقيمت أخيرا، برنامجا حافلا بالأنشطة التي استمرت يومين.

وامتلأت ساحة منطقة التراث بالزائرين الذين ارتدوا أوشحة على أكتافهم، وعلقوا شعار احتفالات اليوم الوطني الـ40 على صدورهم، فيما زينت الساحة بالأعلام والأشرطة الملونة بألوان العلم الوطني، وارتدى الأطفال الملابس الشعبية، والحلي التراثية، وأدوا رقصات شعبية وفنوناً تراثية.

وقال مدير إدارة التراث عبدالعزيز المسلم، لـ«الإمارات اليوم»، إن «إدارة التراث نظمت احتفالية على مدى يومين، تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ40 لقيام الاتحاد، وتضمن البرنامج فعاليات وطنية وتراثية متنوعة، منها المسابقات التراثية واللوحات الاستعراضية والرقصات الشعبية والأغنيات الوطنية والأمسيات الشعرية»، مشيرا إلى أن الفعاليات لم تخل من منصات بيع المأكولات الشعبية المصنوعة في البيوت، والورش التدريبية ومنتجات مركز الحرف اليدوية، إضافة إلى المرسم الفني الحر، الذي خصص للتعبير عن حب الوطن.

«أول فال»

كشك متنوع في ركن ليس ببعيد عن زاوية المأكولات الشعبية، افترش محمد خلفان سالم (أحد المشاركين في الاحتفالية) المساحة المخصصة له، لعرض منتجاته المتنوعة، والتي تستهوي وتجتذب الزوار، وخصص مساحة لبيع الأدوية والأعشاب الشعبية، وأخرى لبيع الحلويات والتسالي القديمة والتي لم تعد متوافرة في الأسواق، كما عرض الأسماك المجففة والمملحة، منها «المالح»، و«الجاشع»، والأسماك المطحونة (السحناة)، ويقدم قناني العسل والزيوت الطبيعية، وعلب المخللات، والحنة والمانجو الأخضر، الذي يقدم مع الملح والفلفل والزبادي المجفف (اليقط). ولفت سالم إلى أنه «دائماً يشارك في الاحتفالات والمناسبات الوطنية والفعاليات التراثية، وتحظى منتجاته باستحسان وإقبال من الزوار، خصوصاً أنه يقدم كل ما تحتاج إليه الأسرة من منتجات متنوعة مصنعة يدوياً بأسعار رمزية». كوت: مدير إدارة التراث عبدالعزيز المسلم: «البرنامج تضمن فعاليات تراثية متنوعة، منها المسابقات التراثية واللوحات الاستعراضية والرقصات الشعبية».

لفت المسلم إلى أن مشروع «أول فال» شارك للعام الثاني على التوالي في فعاليات إدارة التراث، ويعد «أول فال» مشروعا يدعم ابتكارات الشباب المواطنين، من خلال توفير منافذ تسويقية مجانية لهم، وأكشاك بيع مؤقتة، إذ يقوم المواطن بعرض منتجاته الخاصة للبيع.

وشارك 14 شابا في مشروع «أول فال»، منهم طلبة جامعة وخريجون، وتنوعت المنتجات المعروضة بين المأكولات الشعبية، منها البلاليط واللقيمات والخمير والمحلى، وبين الحقائب والإكسسوارات النسائية والمنتجات المصنوعة يدويا، كالأساور والعقود والأحزمة، إضافة إلى مستلزمات الأطفال.

وعرضت منتسبات لمركز الحرف الإماراتية مجموعة من المنتجات المصنوعة يدويا، وقالت مريم راشد (إحدى المنتسبات للمركز)، إن «الكشك المخصص لمركز الحرف الإماراتية عرض منتجات المنتسبات، اللاتي حرصن على أن يقدمن منتجا مبتكرا يتناسب مع اليوم الوطني، لذلك عرضن أزياء تراثية وملابس تقليدية مصنوعة من ألوان علم الامارات، وتصاميم لدمى وعرائس ترتدي الأزياء الفلكلورية القديمة، والصناديق المزخرفة والأسرة والصناعات التقليدية بواسطة سعف النخيل منها المهفة (مروحة يدوية)، والحصير والسرود (يفرش تحت مائدة الأكل)، والمغطى (يستخدم غطاء للمائدة)، والمكناس، إضافة إلى البراقع بأشكال وأحجام مختلفة، ونقوش الملابس النسائية وخياطتها بتصاميم قديمة منها المخور والمزراي والتلي، وعرض ابتكارات الحرفيات وتطويرهن للأدوات المستخدمة قديماً، منها صناعة الكحل العربي وتزيينه في صناديق مبتكرة.

طرب

شهدت احتفالية إدارة التراث في الشارقة أيضا فنونا مختلفة، تنوعت بين الغناء الشعبي والرقص الفلكلوري، إذ أطربت الفرق زوار منطقة التراث برقصات وفنون، منها العيالة والرزيف والحربية وفن الظهوري، كما نظمت مجموعة من المسابقات التراثية خصصت لها جوائز عدة، وأمسيات شعرية وأهازيج.

فيما لم يغفل منظمو الاحتفالية إحياء الألعاب الشعبية وتوفير عنصر الترفيه لدى الأطفال الذين اشتركوا في ألعاب (التلية، والحلة، والعربانة، والكف، والصقلة، والميريحانة).

وشارك مجموعة من الصبية والفتيات في تقديم رقصات شعبية منها اليولة و«النعاشات»، التي تعد واحدة من أشهر الفنون الشعبية الخاصة بالمرأة في الإمارات، وتتميز بجماليات عدة، تبدأ من الهيئة التي تصطف بها الفتيات لأداء هذا الفن، بأثوابهن المزركشة وشعورهن السوداء الطويلة.

وفي إحدى زوايا ساحة التراث، وضعت (أم زايد) مجموعة من القدور المغطاة بعناية على طاولة، وعرضتها على زوار الساحة، ليتمكنوا من تجربة المأكولات الشعبية المصنوعة في المنزل، والتي تقوم (أم زايد) بطبخها بنفسها، ومن أهم الأطعمة التي عرضت الهريس والمضروبة و«الدانغو» المعروف بـ«حمص البليلة»، ولفتت (أم زايد) إلى «الإقبال الكبير على شراء وتجربة المأكولات الإماراتية، إذ إن بعض الزوار أتوا خصوصاً لتذوق الطعام الإماراتي المصنوع في المنزل، والذي يختلف تماماً عن ما يباع في المطاعم العامة».